مجتهد الانبار/ الانبار:
تكشف مصادر سياسية مطلعة عن حوارات كبيرة وقيمة، يجريها رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي لتوحيد القوى السنية، خلال المرحلة المقبلة، وفيما اعلن أبناء المناطق المحررة تأييدهم لأي حراك وطني يهدف إلى بلورة مشاريع تخدم محافظاتهم، أكيد العديد من أبناء مدن الانبار وصلاح الدين وديالى ونينوى، أن ما يجريه الحلبوسي هدفه "استمرار الإعمار والعمل وتشغيل الأيادي العاملة من المواطنين".
وتتشكل الخارطة السياسية السنية من ثلاثة أطراف رئيسية، هي اتحاد القوى بزعامة الحلبوسي، وجبهة الإنقاذ والتنمية بزعامة رئيس البرلمان الأسبق أسامة النجيفي، وتحالف عزم بزعامة خميس الخنجر، مع قوى أخرى صغيرة مثل حركة عمل بزعامة رئيس البرلمان السابق سليم الجبوري وجبهة الحوار الوطني بزعامة صالح المطلك.
ويرى الكثير من أبناء المناطق المحررة في الحلبوسي "الجيل الشبابي الصاعد فرئيس البرلمان لم يكمل عامه الأربعين، ويحظى بتأييد شعبي في عموم مناطق العراق وخصوصاً في المحافظات ذات الغالبية السنية، لما يرون فيه من بشائر خير للمرحلة المقبلة".
ويقول مراقبون إن "المرحلة الحالية تبدو مثالية لاجتماع القوى السياسية السنية على كلمة واحدة، بسبب تشاركها في مصالح مترابطة".
وترى القوى السياسية السنية أن "اعتماد صيغة الدوائر المتعددة في المحافظة الواحدة، سيتيح لها استعادة جزء من ثقلها السياسي الذي تضرر كثيرا بسبب تشظي لحمة السكان السنّة في بغداد وعدد من المحافظات، وعدم قدرتهم على ترجمة كتلهم التصويتية إلى مقاعد انتخابية، بسبب هيمنة الشيعة أو الأكراد على دوائر بعينها".
وتقول مصادر سياسية إن "التنسيق السياسي السني الداخلي لدعم خيار الدوائر المتعددة على مستوى المحافظة، سيلقى تأييدا من أطراف عدة، بينها التيار الصدري بزعامة مقتدى الصدر وتحالف عراقيون بزعامة عمار الحكيم، فضلا عن مصطفى الكاظمي نفسه، الذي يمكن أن يستفيد من هذه الصيغة في حال قرر قيادة مشروع انتخابي".
وتقول المصادر إن "الدافع الثالث لتوحيد مواقف البيت السياسي السني التي يجريها الحلبوسي في هذه المرحلة يتعلق بحث الحكومة على تفعيل قانون العفو العام لإخراج الآلاف من المحكومين السنة من السجون، بسبب تهم كيدية أو إن دوافع البعض الآخر طائفية، فضلا عن السعي لإقناع المانحين الدوليين بدعم ملف إعمار المناطق التي كانت تحت سيطرة تنظيم داعش، وتعرضت لأضرار بالغة خلال عملية استعادتها".