في فاجعة هزت أرجاء النادي الكتالوني، صُدم لاعبو برشلونة في خبر وفاة كارليس مينارو غارسيا، طبيب الفريق، الذي وافته المنية بشكل مفاجئ في فندق الإقامة قبل مواجهة أوساسونا.
وكانت اللحظات الأخيرة للطبيب هادئة، حيث ذهب لأخذ قيلولة قصيرة قبل المباراة المرتقبة أمام أوساسونا، لكن القدر لم يمهله.
وكانت الصدمة مضاعفة لنجوم البارسا الذين وصلوا بالفعل إلى ملعب المباراة، لتتلقى قلوبهم نبأ الفاجعة الذي ألقى بظلاله القاتمة على الأجواء، وأدى إلى قرار فوري بتأجيل اللقاء حِدادًا على رحيل رفيق الدرب.
ولم يكن هذا الحادث الأليم مجرد خبر عابر، بل هو زلزال ضرب استقرار الفريق النفسي والمعنوي بحسب صحيفة "سبورت" الإسبانية، المقربة من أسوار النادي، حيث سلطت الضوء في تقرير مؤثر في العلاقة الوثيقة التي تربط لاعبي كرة القدم بأطبائهم، حيث كتبت: "يُعتبر الطبيب بالنسبة لأغلب لاعبي كرة القدم شخصًا شديد القرب، فهو يتعامل معهم بشكل دائم، وقد يتحول أحيانًا إلى الأب الثاني لهم".
وتلخص هذه الكلمات التي أوردتها الصحيفة بشكل دقيق مكانة الطبيب في حياة اللاعبين، فهو ليس مجرد معالج للأجساد، بل هو سند نفسي ورفيق في رحلة التحديات والإصابات.
ويتجاوز دور الطبيب في الفرق الرياضية حدود العلاج البدني، فهو جزء لا يتجزأ من النسيج الاجتماعي للفريق، ومصدر ثقة ودعم للاعبين في أوقات الشدة.
كما ترك فقدان هذا الشخص المقرب فراغًا كبيرًا، قد يؤثر بشكل مباشر في الحالة النفسية للاعبين، الذين قد يشعرون بالحزن والضياع وفقدان جزء من الأمان والاستقرار الذي اعتادوا عليه.
ويجد هانزي فليك، المدير الفني لبرشلونة، نفسه الآن أمام تحدٍّ إضافي لم يكن في الحسبان، فبالإضافة إلى مهمته الأساسية في قيادة الفريق فنيًّا وتكتيكيًّا، يقع على عاتقه عبء جسيم يتمثل في احتواء الصدمة ورفع معنويات لاعبيه المنهارة، وفق الصحيفة.
كما سيكون على فليك أن يرتدي عباءة الأب والمعالج النفسي في آن واحد، وأن يتعامل مع الموقف بحكمة وحساسية لامتصاص آثار هذه الفاجعة المؤلمة.
وفي هذه الظروف الاستثنائية، يصبح دور المدرب أكثر أهمية من أي وقت مضى، وسيكون على هانسي فليك أن يكون قريبًا من لاعبيه، وأن يستمع إليهم ويتفهم مشاعرهم، وأن يقدم لهم الدعم النفسي والمعنوي اللازم لتجاوز هذه المحنة.