مجتهد الأنبار
رغم السنوات العصيبة التي مر بها سكان المناطق المحررة، والخذلان السياسي الذي تعرضوا له خلال حقبة داعش الإرهابي وما أعقبها.
تحاول بعض الشخصيات السياسية المتاجرة بدماء وتضحيات أهالي تلك المناطق، رغم رفضهم لاستغلال معاناتهم من أطراف همها الصعود على حساب المواطنين بأية طريقة.
أبرز تلك الشخصيات، تتمثل بما يسمى "الزعيم خميس الخنجر"، الذي يسعى لاستغلال المناطق المحررة وخصوصاً الأنبار وتخصيص مبالغ هائلة لمشروعه السياسي بعد تحالف مع الشخصيات المعروفة بالفساد والمتاجرة بالتضحيات.
الخنجر الذي شكل تحالفاً سياسياً ضم خالد العبيدي ومثنى السامرائي وسليم الجبوري وشخصيات أخرى متهمة بقضايا فساد وآخرها رافع العيساوي المتهم بالإرهاب والفساد.
مصدر سياسي مطلع أكد لـ "مجتهد الأنبار"، أن "الخنجر ضخ أموالاً ضخمة في محاولة لتحسين صورته لدى المواطنين، والتي اتسمت ببيع تلك المناطق لقيادات الحشد والفصائل بعد تحريرها من داعش الإرهابي".
ويضيف المصدر، أن "الخنجر وتحالفه يحاولان كسب ود الشعب الأنباري بوعود كاذبة على أمل السيطرة على محافظة الأنبار تن طريق الاستغلال السياسي لمدنها ومواطنيها".
ومع قرب انطلاق الحملات الدعائية التي تسبق انتخابات تشرين يشهد الوسط السني حراكاً محتدماً وناراً تحت الرماد يتوقع لها الاشتعال، في ظل التنافس واستغلال المناطق المحررة، خصوصاً ما يتعلّق بناحية جرف الصخر.
تحالف عزم بدأ حملاته الدعائية من المقامرة بجرف الصخر واستغلال الازمة التي يمر بها نازحوها مع عدم استطاعتهم العودة لها بسبب الضغوط وسيطرة الفصائل عليها.
ويتصدر المال السياسي واستثمار موارد الدولة واستمالة الناخبين بوعود انتخابية وفي مقدمتها التوظيف، أجندة القائمين على الماكينة الدعائية والإعلامية والتي كان لها تأثير واضح جداً على الواقع السني، الذي يعيش على وقع أزمات سياسية واقتصادية واجتماعية، بسبب التدهور الذي مرت فيه المدن السنية، بعد طرد تنظيم داعش وتحكم الميليشيات بالقرار والموارد في تلك المناطق التي تنحدر فيها جودة الخدمات والمعيشة.
وتعاني العديد من المناطق السنية من حالة التهجير القسري للسكان ومنعهم من العودة الى مناطقهم، بذريعة الأسباب الأمنية وهي حالة تثير الغضب في أوساط عشرات الآلاف ممن يحق لهم الاقتراع ويتواجدون في مخيمات النازحين، دون أي تحسن في أوضاعهم أو تقدم في اتجاه حل ملفهم، من قبل الساسة السنة الذين بات كثير منهم يرتبط بشبكة مصالح مع الميليشيات وإيران التي أسهمت في أكثر ضرر تعرضت له تلك المناطق، ولا يخفى امتعاض الناس من وجود مرشحين تحوم حولهم شبهات فساد.
فيما تشهد مدن الأنبار حملات إعمار واسعة ومستمرة أعادت لها الحياة بصورة سريعة خلافا لما تمر به المناطق المحررة الأخرى من انعدام الخدمات وغياب الإعمار.
ويخوض أعضاء تحالف "العزم" في الساحة السنية حملات "تسقيط" واسعة أمام الرأي العام في ظل تقلب الأعضاء من جهة إلى أخرى، وتغير الولاءات بحسب الثقل السياسي والبراغماتية التي أسهمت في تسجيل العديد من الأحداث والمعارك السياسية في الوسط السني المضطرب.
فيما يرى مراقبون أن محمد الحلبوسي زعيم تحالف "تقدم" بأن لا منافس سياسياً له، وأنه سيحصد الأغلبية العددية لمقاعد المكون وهو في موضع الاختيار؛ بين رئاسة المجلس من جديد أو رئاسة الجمهورية التي كانت على مدى أربع دورات انتخابية من حصة الأكراد الذين لا يبدون مرونة بهذا الطرح.
ويعاني تحالف عزم من حالة اهتزاز الثقة مع الشركاء السياسيين على اختلاف تنوعهم، بفعل التقلبات السياسية في المواقف وغياب المصداقية في التعامل.
فيما يقود الحلبوسي، وصقور حزبه في "حركة تقدم"، حراكا سياسيا لتعزيز مكانة محافظة الأنبار وجعلها "مصنع القرار السياسي السني" على غرار النجف وأربيل للمكونين الشيعي والكوردي.
ويخوض حزب الحلبوسي عبر مشروعه السياسي سباق الانتخبات المقبلة، وعينه على حصد 30 مقعدا نيابيا، من مجموع مقاعد الدوائر الانتخابية في "المناطق السنّية" (مدن شمال وغربي البلاد)،