لأول مرة وبعد عقود من الاهمال والمتاجرة والاستغلال الذي تكالبت عليه قوى داخلية وخارجية، وبعد انتظار وأمل طويل هبطت في مطار الموصل، طائرة عسكرية من نوع "سي 130" تقل وزير الدفاع ومحافظ نينوى، للمرة الأولى بعد عمليات التحرير.
وضمت الطائرة إلى جانب وزير الدفاع ومحافظ نينوى عدد من قادة وزارة الدفاع.
وفي 28 تموز 2021، أعلن رئيس البرلمان محمد الحلبوسي أن مطار إنشاء مطار الموصل الدولي "أصبح واقعاً وحقيقة" وذلك بعدما شهد دماراً هائلاً خلال سنوات سيطرة تنظيم "داعش" على محافظة نينوى بين 2014 - 2017.
ويولي الحلبوسي هذا الملف أهمية كبيرة عبّر عنها خلال لقاءات متعددة مع إدارة نينوى وأعضاء البرلمان عنها.
كما عمل من أجل إضافة المخصصات المالية لإعمار المطار وتشغيله ضمن الموازنة الاتحادية لعام 2021، ووصفه بـ"المشروع الحيوي".
وأرفق رئيس البرلمان مع تدوينته تصاميم وكتاب رسمي وصورة لمطار الموصل، عندما زار نينوى وقتها وتعهد بتجاوز المشاكل التي تعرقل حركة الإعمار فيها، وجعلها "أفضل من بقية المحافظات"، بعدما حدد الأسباب التي أخرت إعمارها رغم مرور سنوات على استعادتها من سيطرة تنظيم داعش.
في الشهر التالي، أي في حزيران 2021، زار الحلبوسي باريس وكان مطار الموصل أحد المواضيع المهمة التي بحثها مع منظمة أرباب العمل الفرنسية.
وتطرق الاجتماع في 24 من ذلك الشهر إلى مشاريع استراتيجية أخرى، بينها مترو بغداد المعلّق الذي يؤكد المتخصصون أهميته في تخفيف الزحامات المرورية في بغداد.
وتلقى رئيس البرلمان مناشدات كثيرة من سكان نينوى بشأن المطارـ تابعها وقاد إلى توقيع مذكرة تفاهم بين سلطة الطيران المدني العراقية، ومدير مطار باريس وشركة "ADPI" لتأهيل مطار الموصل.
وتدخل هكذا مشاريع كبرى ضمن الأجندة التي يتبناها ويعمل عليها رئيس البرلمان وحزب "تقدم" محمد الحلبوسي لتثبيت الاستقرار في المدن المستعادة من تنظيم "داعش".
وتقوم رؤيته، التي ظهرت خلال توليه منصب محافظ الأنبار عام 2017، ولاحقاً خلال ترؤسه البرلمان، على أن هذه المشاريع تسهم ليس في تنشيط الحركة الاقتصادية وتالياً منع التطرف الناجم عن أسباب أبرزها الفقر، بل في تحقيق الأمن أيضاً لما تستلزمه المشاريع الكبرى من حماية قصوى.
ولما ظهرت مشكلة الأموال وانتهاء السنة المالية 2021، وجد رئيس البرلمان محمد الحلبوسي وفريقه النيابي في نينوى حلاً لإكمال خطة إعمار مطار الموصل.
تفاهم مع باريس والمسؤولين العراقيين لتمويل الأعمال بواسطة القرض الفرنسي، وأعاد لنينوى حصصها المالية المجمدة في موازنات السنوات التي كانت خلالها المحافظة تحت سيطرة "داعش"، وتم التوصل لمناقلة مالية ضمنت تخصيص ما يلزم من المال لبدء إعمار مطار الموصل الذي من المقرر أن يستقبل رحلات الطيران مطلع العام القادم، وهو يخدم نحو 4 ملايين شخص.
ويقول مصدر مقرب من الحلبوسي إن "رئيس البرلمان وحزب تقدم مستمر في المتابعة حتى يتحقق هبوط أول طائرة تحمل مسافرين في مطار الموصل".