×

أخر الأخبار

الحلبوسي يكسب معركة التاجي.. معطيات وأدلة: الجمهور منح الانتصار لِمَن يحقق أهدافه!

  • 30-10-2023, 16:08
  • 1052 مشاهدة

مرةً أخرى، يقف هذا الشاب الذي اسمه محمد الحلبوسي، حائط صد صلب، أمام أي محاولة لضرب أمن المناطق السنية، وجرّها إلى فتنة تهجّرهم من منازلهم، وتقتلهم بيد الإرهاب، كما حصل في العام 2014، والمخططات التي أدت إلى ذلك. 

الحلبوسي الذي صار رئيساً للبرلمان لدورتين متتاليتين، أصبح له العديد من الخصوم في الساحة السياسية السنية، وكلهم تولوا مناصب سابقة، وفشلوا في أداء مهامهم، إلا أنها بقيّت محاولات فاشلة، والجمهور يصطف خلف الحلبوسي ويترك خصومه مع الكراسي.

قبل يومين، ما حصل في التاجي شمالي العاصمة بغداد، قاد الأنظار إلى الخصمين السياسيين، تقدّم، وتحالف الأنبار الموحد، الذي سمّا نفسه فيما بعد، "حسم"، لكن الجمهور هو مَن حدد الفائز في الانتخابات المحلية، مبكّرا، عبر فعاليات هي كانت الحكم الرئيس.

قضاء التاجي، يعيش واقعاً مأساوياً طوال سنوات مضت، وخلال تلك المدة، يسيطر على جمهوره، أعضاء وقيادات بارزة في تحالف الأنبار الموحد (حسم)، ليبقى الأهالي ينتظرون أن يدخل تحالف تقدم إلى الساحة من أجل تغيير واقعهم.

توجه تقدم إلى التاجي، يبرز مشروع التحالف الذي يشمل المناطق المنسية خلال السنوات الماضية، والتي يرى الحلبوسي مشاركة أهلها في الانتخابات المحلية وتبثيت ركائز الحصول على حقوق المواطن السني، وتغيير واقع مناطقه سياسياً وأمنياً وخدماتياً، أمراً لا بدّ منه.

وشهد التجمع الانتخابي لتحالف تقدم في التاجي، حضور حشد كبير من الجمهور المتطلع للتغيير، دعماً وإسناداً لمشروع تحالف تقدم، الذي نجحت تجربته في محافظة الأنبار، والتي حقق فيها إنجازات ملمومسة غيّرت واقع المواطنين بعد دمارها وخراب مدنها بسبب الإرهاب المدعوم بالفساد من حيتان المكون السني.

وفي التاجي نفسها، لاقى تحالف "حسم" انتكاسةً كبيرة، بعد انفضاض الجمهور عن التجمع الذي أقامه المطرود من البرلمان، ليث الدليمي، وبحضور رافع العيساوي وجمال الكربولي، وبقية قادة الحزب الإسلامي، الذين احترقت ورقتهم بسبب أفعالهم السابقة.

ويرى مراقبون للشأن السياسي، أن "التفاف المواطنين حول تقدم وزعيمه الحلبوسي، لم يأت من فراغ، واتساع قاعدته الجماهيرية لأضعاف مضاعفة جاء نتيجة المصداقية في الوعود التي أطلقها لجمهوره، وما تحقق في الأنبار والموصل، خير دليل على ذلك".

في التاجي أيضاً، تعهد الحلبوسي، بتنفيذ الوعود للجمهور، بعد أخذ تعهدات علنية من المرشحين لانتخابات مجالس المحافظات، بتحقيق تطلعات المواطنين، والاستماع إلى طلباتهم وتنفيذها سواء قبل الانتخابات أو بعدها.

ومن هذا المنطلق، دعا الرئيس الحلبوسي، يوم أمس الجمعة، أهالي قضاء التاجي إلى لمشاركة في انتخابات مجالس المحافظات، كونها تمثل خطوة باتجاه التغيير المنشود الذي تتطلع إليه الجماهير العراقية، لا سيما أهالي مناطق أطراف بغداد.

وقال الرئيس الحلبوسي خلال حضوره تجمعاً مهيباً حضره الآلاف من أهالي التاجي، إن "المشاركة في انتخابات مجالس المحافظات المحلية لا تقل أهمية عن انتخابات البرلمان كونها تؤسس لتقديم الخدمات واختيار الشخص المناسب في المكان المناسب".

وأضاف أنه "بفضل التضحيات التي قدمها أهالي التاجي نقف اليوم هنا وهذا الأمر يفرض علينا مسؤولية مضاعفة لتقديم الخدمات لهم"، لافتا إلى أنه "علينا ان نعي أهمية شعار نحن أمة، لأننا أمة بأفعالها وبتضحياتها وحاضرها ومستقبلها".

وأشار الرئيس الحلبوسي إلى أن "اختيار الشخص صاحب الكفاءة والأمانة سيسهم في تحقيق النجاح المنشود بشأن تقديم الخدمات للأهالي".

وتابع، أن "منطقة التاجي كما هي مناطق العراق جميعا أمانة في اعناقنا وكما هي أمانة في أعناق شيوخ العشائر والمرشحين والنواب والأهالي".

بالمقابل، أظهر مقطع مصور، انسحاب الجماهير في منطقة التاجي شمال العاصمة بغداد، من تجمّع أقامه المطرود من البرلمان، ليث الدليمي، بعدما حضر جمال الكربولي، الذي كان مسجوناً بسبب قضايا فساد اعترف بها، ورافع العيساوي، المتهم بإدخال الإرهاب إلى المناطق الغربية.

هذا الانسحاب قال عنه مواطنون من التاجي: "ما حصل رجّح كفة تقدم على حساب حسم، وهو ما يؤكد أن الجمهور سيبقى ملتّفاً حول تقدم حتى تحقيق تطلعاتهم في المناطق السنية، التي تعرضت لإهمال كبير خلال السنوات الماضية".

المواطنون أكدوا: "المعركة حُسمت مبكراً، ومشهد الكراسي الفارغة في تجمع حسم، يؤكد أن هذا الحزب قد تجرّد من داعميه، وزاد من مبغضيه، على عكس ما أظهره المشهد في تجمع تقدّم، الذي شهد حضوراً مهيباً للشيوخ والكبار والشباب، وهم يقفون خلف الحلبوسي مصطّفين".

وكان ما يسمى بـ "تحالف الأنبار الموحد"، قد شهد انهياراً تمثل بانسحاب عدد من أعضائه، قبل أن يتهموا قادة التحالف بـ "الفساد"، وذلك قبيل بدء الانتخابات المحلية المقرر إجراؤها في 18 كانون الأول المقبل.

ولم تجتاح عاصفة الانسحابات، التحالف، إلا بعد ما شهد استقرارا واضحا لأهدافه، والتي تمثلت أبرزها بركل مطالب أهل الأنبار والمناطق السنية، بعد الانخراط إلى جانب صفوف القوى المقرَّبة من إيران، حسب ما يرى مراقبون. 

ويتهم ناشطون، قادة التحالف بأنهم "قادة المنصات" الذين كان لهم دور في دخول عصابات داعش إلى الأنبار والمناطق السنية، بعد تأمين الطريق إليهم.