"أمة تقدم تتسع"، هذا ما يظهره نشاط التحالف الذي يلاقي دعماً كبيراً في مختلف المناطق، وخصوصاً تلك التي زارها الرئيس محمد الحلبوسي، والتّفت حوله الجماهير في كل مكان.
ما يسعى إليه الرئيس الحلبوسي في هذه المرحلة، سيتحقق عبر إحداث نقلة نوعية في المناطق المستهدفة، وذلك بعد أن يفوز الحزب في انتخابات مجالس المحافظات المقبلة، التي ستجعل المناطق السنية، تنافس بعضها البعض في مستوى الخدمات.
ما يميز هذه الانتخابات عن التي سبقها، هو أن الأنبار والمناطق المحررة تدخل اول انتخابات محلية متسلحة بالإعمار والاستقرار، الأمر الذي سيزيد إعمارها واستقرارها فيما بعد الانتخابات.
ولم تر الانتخابات المحلية النور، طوال حوالي عشر سنوات، إذ أن انتخابات عام 2013، أعقبها دخول داعش، وبعد التحرير، لم تُجرَ الانتخابات بسبب قرار تعليق عمل مجالس المحافظات استجابة لمطالب تظاهرات تشرين عام 2019.
بعد ذلك أسس الحلبوسي حزب تقدم، لتمثيل الأنبار في مجلس النواب، وحقق الحزب نتائج كبيرة، إثرها تولى الحلبوسي رئاسة البرلمان للمرة الثانية على التوالي.
"لأول مرة، تجري الانتخابات في المناطق المحررة وهي تنعم بالأمن والاستقرار وتخلو من وطأة الإرهاب، وهو ما يزيد من اهمية تلك الانتخابات"، يقول رئيس تحالف تقدم محمد الحلبوسي.
ويضيف الحلبوسي خلال المؤتمر الاول لتحالف تقدم ومرشحيه لانتخابات مجالس المحافظات 2023، "على مرشحي تقدم جميعا ان يعون ان وجودنا في العمل السياسي لم يكن لأجل البحث عن مهنة او منصب، بل نحن في مهمة تتمثل بحفظ البلد وشعبه ولأجل تمثيل ابناء المناطق المحررة والحرص على تنفيذ مطالبهم والسعي لاستحصال حقوقهم".
ودعا: "اهلنا وابناء مناطقنا الكرام الى مشاركة جماهيرية واسعة وفاعلة في الانتخابات المقبلة لاختيار الاكفأ، من اجل التصدي لمهام السلطات المحلية".
ومضى الحلبوسي بالقول: "على كل مرشح ان يتسلح بثلاثة أُسس وركائز، ان يكون حاملًا لقضيةِ أهله، طامحًا لأجل تحقيق اهدافهم، واثقًا بنفسه وبالفريق الذي يعمل معه".
فيما وصف الأمين العام لتحالف تقدم الوطني، جمال الضاري، الاثنين، يوم الانتخابات المحلية المقبلة باليوم المصيري، رأى أن دور المرشحين هو "الحث على المشاركة الفاعلة في الانتخابات المقبلة".
وقال الضاري خلال المؤتمر الاول لتحالف تقدم ومرشحيه لانتخابات مجالس المحافظات ٢٠٢٣: "شعارنا في هذه المرحلة "نحن أُمّة" لأن تحالف تقدم الوطني يحمل تأريخًا وقيمًا تمتد عميقًا في التأريخ، ومرشحوه هم صفوة أبناء مدنهم ومناطقهم".
وأردف: "يوم الانتخابات ليس يوم عطلة رسمية فقط بل هو يوم مصيري وبالتالي فإن من يتقاعس عن اداء دوره في هذا اليوم سيتخلى عن مصيره".
ومضى بالقول: "دوركم الاساس في البدء يكمن في توعية الناس وحثهم على المشاركة الفاعلة في الانتخابات المقبلة، لأن الحقوق تؤخذ ولا تمنح".
وأكمل أن "تحالف تقدم الوطني حمل على عاتقه المهمة والأمانة ومرشحوه قبلوا التحدي لاثبات وجودهم وخدمة أهلهم وكلنا ثقة بهم وبنجاح مهمتهم ومسعاهم".
كل هذه الأمور، تجعل من تقدم "أمة" ستقرر مصيرها في الانتخابات المقبلة، لإحداث ثورة عمرانية شاملة في مناطقها، بعدما يفوز الحزب في انتخابات هي الأهم بالنسبة للمحافظات المحررة.
مفترق الطرق الذي تشهده المناطق السنية بعد تحريرها من تنظيم داعش، يتجلى في تحسين واقعها، وخدمة أهلها وتلبية متطلباتهم عبر الاستماع إلى احتياجاتهم وتحقيقها بما يليق بالمواطنين.
وخلال المدة الماضية، شهدت محافظة الأنبار حملات إعمار كبيرة جعلتها نموذجاً للمنطقة الغربية التي تستهد لاستثمار الفرص وتنفيذ مشاريع حيوية، هدفها إحداث نقلة نوعية في واقع تلك المدن.